فالحياة لا تستحق الحزن :
د .عائض القرني
قال نابليون في " سانت هيلينا " : " لم أعرف ستة
أيام سعيدة في حياتي " !!
قال هشام بن عبد الملك - الخليفة - : " عددت أيام
سعادتي فوجدتها ثلاثة عشر يوما " .
وكان أبوه عبدالله يتأوه ويقول :" يا ليتني لم أتول
الخلافة " .
قال سعيد بن المسيب : الحمد لله الذي جعلهم يفرون
إلينا ولا نفر إليهم .
ودخل ابن السماك الواعظ على هارون الرشيد , فظمئ
هارون وطلب شربة ماء , فقال ابن السماك : لو منعت
هذه الشربة يا أمير المؤمنين , أتفتديها بنصف ملكك ؟
قال : نعم . فلما شربها , قال : لو منعت إخراجها أتدفع
نصف ملكك لتخرج ؟ قال : نعم . قال ابن السماك : فلا
خير في ملك لا يساوي شربة ماء .
أن الدنيا إذا خلت من الإيمان فلا قيمة لها ولا وزن ولا
معنى .
يقول إقبال :
إذا الإيمان ضاع فلا أمان [] ولا دنيا لمن لم يحيي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين [] قد جعل الفناء لها قريبا
قال أمرسون في نهاية مقالته عن ( الاعتماد على النفس )
" إن النصر السياسي , وارتفاع الأجور , وشفاءك من
المرض , أو عودة الأيام السعيدة تنفتح أمامك , فلا
تصدق ذلك ؛ لأن الأمر لن يكون كذلك . ولا شيء يجلب
لك الطمأنينية إلا نفسك " .
{ يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية }.
حذر الفيلسوف الروائي أبيكتويتوس : " بوجوب الاهتمام
بإزالة الأفكار الخاطئة من تفكيرنا , أكثر من الاهتمام بإزالة
الورم والمرض من أجسادنا " .
والعجب أن التحذير من المرض الفكري والعقائدي في
القرآن أعظم من المرض الجسماني , قال سبحانه :
{ في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم
بما كانوا يكذبون } .
{ فلما أزاغ الله قلوبهم } .
تبنى الفيلسوف الفرنسي مونتين هذه الكلمات شعارا في
حياته : " لا يتأثر الإنسان بما يحدث مثلما يتأثر برأيه
حول ما يحدث " .
وفي الأثر : " اللهم رضني بقضائك حتى أعلم أن ما
أصابني لم يكن ليخطئني وما أخطأني لم يكن ليصيبني " .