لمع في الخفاء سنه الذهبي!

لمع في الخفاء سنه الذهبي!
سلام نجم الدين الشرابي






تحت وهج أشعة الشمس، يشد الخُطى .... طريقه طويل.. يحملها بين يديه فرحاً كلما مشى استرق النظر ليتأكد من أنها لازالت في راحتيه مستقرة، وكلما اطمئن على وجودها ابتسم فلاح شعث أسنانه ولمع في الخفاء سنه الذهبي..
تعب الطريق وما ملت الخُطى حتى وجد المكان الذي يبحث عنه، انكفأ على التراب زارعاً بذرته التي طال مقامها بين يديه.. وأعاد التراب فوقها.. سقاها ماءً .. حباً ورعاية..
غابت شمس وأشرقت شمس وهو قابع بجانبها ينتظر أن تشق الأرض فتخرج منها.
لم يكن خروجها هيناً عليها أو عليه..كابدت وصابر حتى رأى اخضرار لونها يشق الأرض معلناً الحياة للجميع..
داوم على رعايتها وسقايتها، ترقب يوما بيوم نموها، قاسها بعينيه ولمّعها بيديه ولم ينسى مع كل طور من أطوار نموها أن يلتقط صوراً تذكارية معها يظهر فيها شعث أسنانه ولمعان سنه الذهبي.
وبينما هو يلتقط صورته تلك، سقطت بجانب قدميه بذرة جديدة.. أمسك بها فرحاً، حملها بين يديه و بدأ يقلبها، سحره بريق جديدها .. أخذه البريق بعيداً .. فتتابعت خطاه معلنةً الرحيل.. حاولت نبتته التي شقت الأرض أن توقفه.. لكنها لم تتقن اللغة..
مشى بعيداً باحثاً عن مكان جديد يزرع فيه بذرته الجديدة .. ووجد ما توهم أنه يريده، نبش التراب ووضع بذرته.. سقاها ورعاها وانتظر حتى تشق الأرض اخضراراً، وبينما كان يلتقط صورة معها يظهر فيها شعث أسنانه ولمعان سنه الذهبي تناهت إليه ورقة صفراء يابسة قادمة من البعيد، حطت على يده السمراء طابعة عليها قبلة الوداع.... حينها التم شعث أسنانه وغاب لمعان سنه الذهبي إلى الأبد.........